العين دخلت نكبة مليشيات الحوثي عقدها الثاني، بعد تحركها ككرة نار من جبال مران في صعدة شمال اليمن وحتى الغرب في الحديدة على البحر الأحمر.
في العقد الأول للنكبة واجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ظلت مليشيات الحوثي تمارس شتّى أساليب القسوة والوحشية الفظيعة لمعاقبة مناهضيها لا سيما من خلال إعدام الشيوخ، وقطع رؤوس الأسرى، وإعدام الأطفال المنتمين للعائلات المناهضة وخطف الرهائن لضمان طاعة القبائل وخضوعها.
مؤخرا، أصبحت كرة النار التي أحرقت أكثر من 300 ألف يمني، تهديد خطير على الإقليم والعالم، من خلال ما تقوم به المليشيات الانقلابية من ممارسات تقوض بها السلم الإقليمي والدولي بعد أن راحت تهدد دول الجوار، والملاحة في البحر الأحمر، وتستهدف ناقلات التجارة في باب المندب.
عودة الطبقية وبحسب خبراء وسياسيون يمنيون فأن نكبة الحوثي التي دخلت عقدها الثاني كانت السبب الرئيسي للعديد من الانتهاكات والممارسات المتجاوزة لكل الأعراف القانونية والمتعارف عليها عقب إعادة الجماعة للطبقية.
وقال رئيس مركز “سوث 24″ للدراسات والأخبار في عدن، يعقوب السفياني، إن يوم النكبة الحوثية رمز لمرحلة مظلمة بدأت بالاستيلاء على صنعاء ومناطق واسعة من شمال اليمن تباعا”.
وأضاف السفياني لـ”العين الإخبارية”: إن “هذه النكبة جاءت من أجل إلغاء ثورة 26 سبتمبر/أيلول التي قضت على الحكم الإمامي في شمال اليمن عام 1962، وألغت الطبقية وجعلت المواطنين سواسية في ظل النظام المدني”.
وتابع قائلا إن “الحوثيين أعادوا عقب النكبة، الفرز الطبقي والسادة والعبيد وبات هذا اليوم ذو رمزية خاصة؛ للتأكيد على مشروعهم الكهنوتي والمضي فيه قدما وإلغاء كل الأيام الوطنية لتكريس التفوق العرقي وحكم السلالة”.
مشاهد وقوافل المآسي من جانبه، أعرب المحلل السياسي اليمني، باسم الحكيمي، عن اعتقاده أنه عند الحديث عن “نكبة 21 سبتمبر” فإن أول ما يخطر على الأذهان هو الموت والإرهاب وتفجير المساجد ودور العبادة والمنازل والزنازين المظلمة.
وقال الحكيمي لـ”العين الإخبارية” إن ذكرى النكبة الحوثية لا تحمل أي ذكريات سوى صُراخ الأمهات، المُدن الحزينة، والأطفال المرعوبين، وقوافل المشردين ومواكب الجنائز الجماعية.
وأضاف “يلوح أمامنا شريط من المآسي والأوجاع والكوارث التي أحدثتها هذه النكبة، فقد أصبح اسمها مقرونا بالموت والفَقد والخسران والانتكاسات المتوالية لبلدٍ أصبح رهينة لطيش ونزوات جماعة عنصرية ارتكبت أسوأ جريمة بحق اليمنيين”.
سلب الحقوق وتشير تقارير حقوقية إلى أن اليمن خسرت بين 170 و200 مليار دولار في الملف الاقتصادي منذ نكبة الحوثي في 2014، تزامنا مع سياسة إفقار جماعية للسكان واختطافات طالت أكثر من 18 ألف مدني من بينهم 17 ألفا تعرضوا للتعذيب داخل زنازين الموت الحوثية.
ووفقا لرئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، محمد نعمان، فأن “نكبة الحوثي نسفت طموحات الشعب اليمني بمختلف مواقعه وتواجده، وأسقطت حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأبرز صورها المساس بحقه في الحياة وأمنه وسلامه الاجتماعي”.
وأضاف أن “عشرات الآلاف من اليمنيين يتعرضون للقتل، ومثلهم للإعاقة للنزوح والتشرد والفقر والأمراض وسوء التغذية وللقمع والاعتقالات والتعذيب، والاختطافات للنشطاء والسياسيين من النساء والصحفيين والمحاميين والشباب والأطفال”.
ودعا نعمان إلى تشكيل جبهة حقوقية واسعة وفاعلة تتاح فيها المشاركة الحقيقية للمرأة والشباب والمجتمع المدني لتبني مناصرة القضية اليمنية في المحافل الدولية انتصارا للضحايا، واستثمار فرصة تغير الموقف الدولي تجاه مليشيات الحوثي بعد سنوات من التراخي.