دائما ما كانت تتردد على مسامعي عبارة تحمل في مكنونها معاني الحكمة،كانت على لسان استاذي هارون مقبل الصمه رئيس انتقالي كرش ومضمون العبارة هي (في الغالب لا يمكن أن يصبح الشخص الإداري قيادي إلا ما ندر، لكن بمقدور الشخص القيادي أن يتولى أي عمل إداري ثم ينجح ويبدع فيه)..
هذه المقدمة استعرضها معكم اليوم بعد أن رأيت معانيها تترجم واقعا في شخص الفقيد الراحل عن دنيانا الفانية ليلة الامس الجمعة الاستاذ المناضل ابو جمال محمد احمد العماد نائب رئيس القيادة المحلية بإنتقالي محافظة لحج..
لن ابالغ فأزعم أن معرفتي بالفقيد الراحل ابو جمال متجذرة منذ مدى بعيد، وانما كان الشرف لي بمعرفته منذ تشكيل المجلس الانتقالي بالمحافظة وبعد توليه مهام نائب رئيس القيادة بسنوات ايضا.
إذا كيف لهذا الشخص أن يصبح مؤثرا على مسار حياتي العملية كناشط اعلامي وكاتب سياسي دون أن التقي به ولا مرة واحدة؟ عدى ما يجمعنا في ملتقيات التواصل الاجتماعي في جروبات اعلامية خاصة باعلام المحافظة، وجروبات اخرى!
والجواب: أولا: من خلال الدعم والتشجيع وعبارات الثناء التي كانت تصلني منه عبر رئيس انتقالي المديرية.
وثانيا: لكم ان تتصوروا شخصا بحجم مسؤلية الاستاذ العماد رحمه الله كـ نائب رئيس قيادة محلية لمحافظة (لحج) واضعها بين قوسين لما تمثله المحافظة من ثقل سياسي وجماهيري على مسنوى محافظات الجنوب،ورغم عن الحمل الثقيل والمعانات المرضية الا انه أثبت جدارته ونجاحه في تولي مهام عمله منذ عام التأسيس،وحظي بثقة واحترام ثلاثة رؤوساء للقيادة المحلية بالمحافظة ابتداءً بالدكتور فضل هماش مرورا بالمحامي رمزي الشعيبي وانتهاءً بالاستاذ وضاح الحالمي..
اعود واكرر بالرغم من الضغوطات والمشاغل وحجم المسؤلية الملقات على عاتقه إلا ان هذا القائد النادر كان حريص على التواصل معي شخصيا ليس لشيء الا الاطمئنان على حالي، ثم أصبح هو المبادر بارسال أجمل عبارات التهاني والمباركة بحلول كل يوم جمعة،و لم تك اي عبارات بل كانت نصائح وحكم تكتب بماء الذهب..
يوما من الايام طالعت منشورا في احدى الجروبات ومذيل بإسم شخص يدعى سعيد السلامي تضمن المنشور القدح والتخوين لشخص الاستاذ ابو جمال محمد العماد واصفا اياه بعبارات تنفي عنه هويته الجنوبية، فبادرت بسؤاله هل تعرف هذا الشخص المدعو سعيد السلامي، فرد قائلا لا يوجد شخص بهذا الاسم يا استاذ ماجد هذا اسم مستعار وحاقد ولكن الأمور طيبة، وانتهى الموضوع، لم يطلب من احد ان يرد أو يدافع عنه، لأنه كان واثق الخطوة ويمشي ملكا..
ثم انقطع عن التواصل معي مؤخرا بسبب مرض وازمة قلبية المت به علمته بعد ذلك فتواصلت به ودعوت له بالشفاء وارسل اليا تسجيلا صوتيا تضمن عبارات الشكر على الاطمئنان عليه، واكد لي بأنه بخير وفي طريق العودة لاكمال مشوار العمل النضالي والاداري بالمحافظة.
لقد رحل ابو جمال الاستاذ محمد العماد عنا بعد ان ترك بصمة جميلة في قلوب من عرفوه وعرفهم وعاش بالقرب منهم،من خلال ابتسامته ونبل اخلاقه وحسن معاملته مع الجميع ،وقطعا ان غيابه سيؤثر على رفاق دربه في النضال بعد ان فقدوا رجلا اداريا كفؤا وجديرا بالقيادة وتحمل المسؤلية، نعم اننا لمحزنون على فراقه ومايصبرنا سوى أن نحقق حلمه بالمضي على نفس طريق النضال حتى استعادة الأرض والسيادة..
سيضل ابو جمال باقيا في قلوب اهله واصدقائه ومحبيه وذكرى خالدة في وجدان الأحرار من رفاق درب النضال فسلام من الله على روحه الطاهرة والله نسال ان يجعل مستقره جنات الخلد.