يعتبر الظلم والعصبية المناطقية والقبلية من أبرز الآفات التي يمكن أن تهدد استقرار المجتمعات وتماسكها . تتجلى هذه الآفات في قصص التاريخ ومن بينها قصة الحجاج بن يوسف الثقفي التي تحمل في طياتها دروساً بليغة ينبغي علينا جميعاً في جنوبنا الحبيب الاستفادة منها لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء .
“قصة الحجاج: عظة وعبرة”
كان الحجاج بن يوسف في بداية حياته رجلاً صالحاً يعلم القرآن للصبية في الطائف وفي يوم من الأيام أثناء سفره إلى مكة، توقف عند ماء لقبيلة هذيل هناك صادفه جنود تابعون لعبد الله بن الزبير وعندما علموا أنه من ثقيف أهانوه وضربوه بالسوط لمجرد انتمائه القبلي هذه الحادثة المقيتة من الظلم والعصبية القبلية كانت لها عواقب وخيمة .
“تبعات الظلم والعصبية”
لم يستطع الحجاج تحمل الإهانة والظلم الذي وقع عليه من جنود ابن الزبير دفعه هذا الظلم إلى مغادرة الطائف والانتقال إلى الشام حيث التحق بعبد الملك بن مروان ونتيجة للظلم الذي تعرض له أصبح الحجاج أداة في يد الخليفة الأموي للانتقام من ابن الزبير وجنده وبهذا قاد الحجاج الجيش الأموي ليحاصر مكة ويقتل عبد الله بن الزبير محققاً انتقامه الشخصي ومعاقباً أعداءه بشدة .
“الدروس المستفادة”
قصة الحجاج تحمل في طياتها دروساً عديدة يمكن لأبناء الجنوب الاستفادة منها لتجنب الظلم والعصبية المناطقية والقبلية:
الظلم يولد الانتقام: الظلم الذي تعرض له الحجاج كان السبب الرئيسي في تحوله إلى قائد عسكري يسعى للانتقام يجب على الجميع أن يدرك أن الظلم يولد الحقد والكراهية وقد يؤدي إلى دوامة من الانتقام والعنف .
العصبية المناطقية والقبلية تهدد الوحدة: تصرف جنود ابن الزبير مع الحجاج بناءً على انتمائه القبلي أظهر مدى خطورة العصبية المناطقية والقبلية هذه العصبية تفرق بين أبناء الوطن الواحد وتضعف تماسكهم مما يجعلهم عرضة للصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية .
الحفاظ على الكرامة والعدالة: الكرامة والعدالة هما أساس أي مجتمع مستقر ومزدهر يجب على الجميع العمل على حماية كرامة الأفراد وتطبيق العدالة بغض النظر عن الانتماءات القبلية أو المناطقية .
العواقب الوخيمة للظلم: الحجاج نفسه أصبح مثالاً على العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن الظلم . الظلم لا يؤثر فقط على الضحية بل يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تضر بالجميع بما في ذلك الظالم نفسه .
“نصيحة للجميع”
في ظل التحديات التي نواجهها اليوم ينبغي على أبناء الجنوب أن يأخذوا العبرة من قصة الحجاج . عليهم أن يتجنبوا الظلم والعصبية المناطقية والقبلية بكل أشكالها وأن يعملوا معاً لبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بهذا يمكننا تحقيق الوحدة والاستقرار والازدهار لوطننا وشعبنا