حذرت مصر والكويت من عواقب إنسانية وخيمة حال أقدمت إسرائيل على شن هجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأكد البلدان أهمية التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تيسير النفاذ الآمن والكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة التي قام بها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، الثلاثاء، إلى القاهرة التي تُعدّ أول زيارة رسمية له إلى مصر بعد توليه منصبه أميراً لدولة الكويت، وذلك وتلبية للدعوة الموجهة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وعقد الرئيس المصري وأمير الكويت جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين، شهدت تناولاً معمقاً للعلاقات الثنائية بين مصر والكويت.
وشدد الجانبان في البيان الختامي على ضرورة إنشاء آلية أممية داخل قطاع غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدين رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية، وحذرا من العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الخطوة.
كما أكدا خطورة الممارسات الإسرائيلية التي من شأنها توسيع رقعة الصراع وتهديد أمن واستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
وثمّن الجانبان التنسيق الوطيد بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وأكدا ضرورة تغليب ثقافة السلام والحوار والتسوية الدبلوماسية للنزاعات والخلافات في منطقة الشرق الأوسط، في سبيل تحقيق التنمية والتعايش السلمي بين دوله، بما يتسق مع قيم التسامح واحترام سيادة الدول على أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد الجانبان على أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات المائية بالمنطقة وفقاً لأحكام القانون الدولي والمواثيق الدولية بما فيها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982من أجل ضمان حرية وانسيابية الملاحة وتوفير الأمن والاستقرار فيها.
وخلال الزيارة، منح الرئيس المصري الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قلادة النيل تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين.
وكان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح قد زار مصر مرتين عندما كان وليا للعهد ممثلا لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأولى في 2022 للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 27) والثانية في 2023 لحضور (قمة القاهرة للسلام).
وتعود العلاقات بين الكويت ومصر إلى ما قبل استقلال الكويت في 1961، حيث دأب البلدان على تنسيق مواقفهما على المستويين الدولي والإقليمي.
وكانت مشاركة الكويت بلواء اليرموك الذي مثل ثلث القوة العسكرية الكويتية آنذاك في حرب مصر ضد إسرائيل عام 1973 علامة بارزة في تاريخ البلدين.
كما كانت مشاركة مصر عسكريا في تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1990، ضمن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة علامة بارزة أخرى.
ويوجد في الكويت حاليا جالية مصرية تصل إلى نحو 700 ألف شخص، كما يوجد أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة كويتيين يدرسون بالجامعات المصرية