الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب/ عبدالرب الجعفري
أي مجتمع ما ! يجب أن يكون مترابطًا تبدأ نواته من الأسرة، ثم القرية، فالمدينة ثم المجتمع عامة.
ومن هنا ترى كيف تسوده قيمًا ومبادئ النظام والتطور والتنمية ونظامًا تعليميًّا هادفًا لبناء شخصية الفرد، وتمكينها في بناء المجتمع من خلال اتخاذ منظومات التعليم المتنوعة؛ بحسب الخطط التي ترتسمها الدولة والاستراتيجيات الحديثة في تحديث النظام التعليمي في أي بلد كان.
إن ما حدث اليوم ليس في وطننا فحسب، وإنما في عدد من الأوطان العربية يعد تدهورًا مجتمعيًّا واضحً ناتجًا عن سياسات الأنظمة واحتقانات مكبوتة كانت تحمل استراتيجيات تعليمية هدفها تمجيد الحاكم، والولاء
الأعمى له، وزرع ثقافة سلبية في العقول الجمعية من أن الوطن لا شيء بدون هؤلاء.
إن بوادر انهيار تلك الأنظمة وتخلفها وعدم احترامها للعقل البشري وتطويره بوصفه ركيزة التطوير والتحديث المستمر أدى إلى انفجار المجتمعات المتعلمة التي بدت في صور احتقان ضد الواقع، وبعدها تحركت الشعوب في مجابهة الحكام
مما جعل السلطات الحاكمة تعمل بسياسة رد الفعل السلبي في استخدام القوة المتنوعة في قمع تلك الإرادات المجتمعية وفي الأخير انهارت تلك الأنظمه العميقة والتقليدية القديمة.
ومن هنا كانن نتايج هذا المخاض العسير كبيرة لما فيها من المصاعب الأشد غياب للعقلانية، وكان في السائد هناك تدخلات خارجية كانت لها اليد الطولى فيما حدث من مدِّ وجزر، وخلال المد والجزر راحت ضحايا وكفاءات زادت من فجوة التباعد المجتمعي، وتمكنت قوى القوى الخارجية من تنفيذ سياساتها
في تدمير المجتمعات العربية المحافظة على جمهورياتها التقليدية والعميقة.
وكانت هناك فرص سانحة أن تغير مسار الثورات الوطنية إلى مسار أجوف، واستطاعوا المرور خلالها وتنفيذ التفاهه والتدمير الذي حصل ويمكن تشخيص ذلك من خلال الآتي:
أولًا
لم يتم الاهتمام بالجانب التعليمي والتربوي وتصحيح سياسات التعليم وتحقيق الأهداف لبناء الإنسان ليفيد المجتمع من قدراته وخبراته ومهاراته المكتسبة عبر الأجيال.
ثانيًّا
لم يتم الاهتمام ببناء منظومات الدولة وهي المؤسسات العسكرية والأمنية والقضاء، والمالية والإعلام الحر الايجابي والتعليم بشكله الوطني البعيد عن الاستقطابات الحزبية والطابع القبلي المناطقي والحفاظ على المنظومة المدنية والتعايش٠
ثالثًا
تقسيم الأوطان التي انهارت في الأنظمة إلى أدوات داخلية تتبع الخارج؛ نتيجة لاختلاف المشاريع الخارجيه هذا عامل مهم في زيادة التوترات والصراعات وتوزيع صكوك الوطنية والاقتتال والحروب مما أدى إلى ظهور تجار حروب باسم الوطن
رابعًا
الوعي المجتمعي العاطفي؛ لأن الدراسات أثبتت أن هناك ٨٠ بالمائة من المجتمعات الفقيرة يحكمون عواطفهم، وليس عقولهم، لهذا كان هذا عاملا سلبيا لدى المجتمع
أدى إلى عدم وقف أي تداعيات سلبية، وزاد التفرقة والشتات وظهور النعوت والتشكيك المناطقي.
خامسًا
تعدد الرؤى السياسية في البلد من قبل القوى السياسية حتى في القضايا المصيرية، التي كان لها عامل التأخير في تحقيق الهدف الأساسي والوطني.
سادسًا
تسويق القضية على المستوى الإقليمي والأممي لم يكن بالشكل المطلوب كما نحلم،، وتم النجاح في تسويقها داخليًا وتعبئة الشعب بأهميتها المرجوة والأهداف المصيرية للقضية الجنوبية، التي جعلت كل السعب الجنوبي مقتنعاً، وقدم من أجلها الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين، لكن هناك ركود كبير بدا ظهوره في الأيام الاخيرة في عمل الخارج الذي يتحتم علة الساسة الى حاجة ماسة ومزيدًا من المراجعات العديدة ليتوكب بين مصائر التضحيات وتحقيق اهدافها السياسية.
سابعًا
إن مواجهة القوى العتيقة التي كانت لها علاقاتها الخارجية لعشرات السنين، وكانت تمتلك الشركات والأموال والجاه، الذي يفترض التعامل المطوب معها ومع تلك الشرائح بطريقة تختلف عن الحال، فالتطمين وعدم المعاداة هو السبيل الأفضل حتى تتحقق الأهداف للثورة والقضية الجنوبية على السواء من جهة، وكذا التعامل نفسه مع دول الجوار أو الداعمين للحرب منجهة ثانية، أو الدول الصديقة
يتم التعامل معهم من دون كراهية أو حملات إعلامية ليست مبنية على حقائق صحيحة؛ لأن تلك الدول لديها علاقات دولية وأثر عميق بكل شيء يختلف وضعهم عن وضع ثورتنا الناشئة. ولهذا نعمل بسياسة خارجية أكثر مرونة وتحت شعار لا يوجد لدينا عدو غير الذي أحتل أرضنا واستباح ثروتنا ودماء شهداءنا ويحاول يحتلها مره أخرى، هذا هو العدو الحقيقي. أما الدول الأخرى لابد مد اليد إليهم وربط علاقات تحترم على وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان والتعايش السلمي بين الدول المعمول به في مواثيق الامم المتحدة، مع ضمان لهم بقاء مصالحهم بحسب القانون في البلد.
ثامنًا
المحكمة الدولية الجنائية ومن هذا الجانب القانون الدولي الأممي يجب أن لا يهمل، وتجهيز الملفات للمظالم منذو الأعوام(٩٠م و٩٤م إلى ٢٠١٥م)؛ لانها ملفات لا تسقط بالتقادم لما حملته من جرائم القتل والحروب والابعاد القسري من الأعمال والحرمان من التأهيل المدني والعسكري للمناطق الجنوبية، مع رفع كل الكشوفات للشهداء والمظالم، ورفع كل كشوفات الإبعاد القسري من العمل، وأعتقد في شهر سبتمبر ٩٤م تم أبعاد ما يقارب ٢٧الفاً موظفاً عسكرياً تقريباً عند مقابلتهم اللجنة وتعبئة استمارة العودة المزعومة وما زالت مجرد فضفضة إعلامية يستغلون بها عواطفهم للعودة، فهل يعود أو لا فطبعًا يعرفون أن عودتهم ستكون إلى الجحيم واختاروا الخروج وهذا دليل كافي بالظلم الذي لحق بشعب الجنوب، ورفع كشوفات التأهيل الداخلي والخارجي خلال الفترة
ورفع كشوفات الإقصاء من السلك الدبلوماسي، ورفع كشوفات المجازر الذي حدثت في الجنوب من الاحتلال الشمالي كل ذلك يستدعي توفير محامين دوليين ومحليين لتقديم تلك الجرائم المركبة والمعقدة للمحكمة الجنائية..
من هنا يتم السؤال؟ هل هذه وحدة
أو هذا احتلال؟ مع توثيق وأخذ أقوال الشهود كل من تعرض للانتهاكات بمختلف أشكالها
منذو عام ٩٠م إلى ٢٠١٥م لهو دليل
كافي في تدعيم قرارات الأمم المتحدة بفصل الجنوب عن الشمال.
إن إخفاء تلك الملفات او أهمالها تعد كارثة سيعاني تبعاتها شعببنا الجنوبي المتشوق الى لحرية والعدالة واستعادة الدولة.
تاسعا
إن توقيع أي اتفاق وحدة بين دولتين في العالم هو على أساس المصالح للشعبين، وهو عقد اجتماعي يسقط عند انتهاء تلك المصالح، وليس عقد قران كاثوليكي يحرم الانهاء له
وفي حالة موت احد أطراف العقد يتم قتل الطرف الآخر. فهذا أمر ليس صحيحًا ولا يقبل عقل ولا قانون، فالوحدة عقد اجتماعي وليس عقد كاثوليكي.
عاشرًا
تعدد القيادات خلال الفترات الماضية في الجنوب وكان لها أثرًا سلبيًا في الوصول إلى عامل ضغط إقليمي، ولكن تغيرت الأمور وباتت الامور حاليًا تتكون بوادر نجاح في. تكوين مجلس انتقالي وقيادة واحدة تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي الذي يمثل شعب الجنوب.
والسؤال الأهم هنا، هل يفتح تلك الملفات؟ وهل يتم العقاب للمخلين بالوضع؟ والباحثين عن اطماع ومكاسب؟ وهل نعيد ط للثورة وجهها المشرق وقيمها العادلة، التي ضحى الآلاف من أجلها.
الحادي عشر
لدينا مكامن ضغط على العالم والمحيط تجعل عداد القضية الجنوبية يتحرك ١٨٠ درجة وهو ميناء عدن الذي بالإمكان جعلها ميناء منافس دولي وباب المندب وامتلاك جزر البحر الواقعة تحت دولتنا الجنوبية السابقة وأهمية هذا الممرات
التي يمر عبرها الخط الدولي للسفن الذي تبعد عن سواحل ٤٠٠ ميل، ضف إلى امتلاكنا لثروات طبيعية ثمينة ومعادن نادرة وبحار نموذجية
فمتى يستخدم هذا السلاح للنصر والضغط لتدوير مؤشر القضية
ثاني عشر
من هي مرجعيات المجتمع هل التحالف او الانتقالي او الشرعيه او القبيله
والسياده الوطنيه هل بيد احد أعلاه
لقد اصبنا في مقتل بسبب جهل القياده ومناطقيتها
هناك مهمات أصعب وقرارات جريئة
ننتظرها ..
والله الموفق
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024