تعد التهيئة النفسية والمعنوية للطالب لأداء الامتحانات من أبرز العناصر المكملة للمنظومة التعليمية، فالقلق الذي يصاحب الامتحانات شعور طبيعي يجب أن يرافقه الاستعداد الأمثل لدى الطلاب والتحضير الجيد والمنظم للدروس والاجتهاد والمثابرة عوامل أساسية من أجل نيل النتائج المرجوة، ولا شك أن دور الأسرة والمعلم فعّال في تعزيز الثقة في نفس الطالب واعتبار أن الخوف المصاحب للامتحانات حافز لبذل أعلى مستوى من الاستعداد النفسي والعملي. إن القلق الذي يدفع للسعي للتحصيل الدراسي أمر محمود إذا كان في حدود المعقول لكنه قد ينقلب إلى ما لا يحمد عقباه إن كانت هناك مبالغة فقد يصل الأمر إلى حالة من القلق المفرط أو الاكتئاب لا سمح الله مما قد يؤثر سلباً على أداء الطالب في الحصص الدراسية أو حتى في الاختبارات وربما يؤدي إلى مشاكل أسرية أو مدرسية حيث إن الضغط يولد الانفجار ولا يمكن إزالة الصورة الذهنية المرسومة لدى الطلاب عن الامتحانات باعتبارها مارداً مخيفاً بسهولة فهي من الخبرات الحياتية السلبية التي يكتسبها الطالب تراكمياً وقد ساهم في صنعها عدة عوامل متداخلة أهم مصادرها البيت والمدرسة وحتى الإعلام بوسائله المختلفة. وإذا أردنا إزالة هذه الصورة من أذهان الطلاب نحتاج لجهد جبار يتشارك فيه الجميع لنشر ثقافة مغايرة عن الاختبارات يكون أحد أهدافها إزالة هذه الصورة المخيفة عنها وتطبيع أمرها فتزول عندها حالة الإستنفار التي نراها في المجتمع أيام الإمتحانات. كما يجب أن نعد الطالب نفسياً وتربوياً للاختبارات من أول يوم في العام الدراسي بمساعدته على ترتيب أوقاته والانتهاء من مذاكرة دروسه أولاً بأول وإشعاره بأننا معه وأن أمره يهمنا جميعاً فإن اعتاد ذلك لن نحتاج لمعاملته معاملة خاصة في فترة الامتحانات فنحن كمن علمه كيف يصطاد ولم يعطه السمك جاهزاً. أما في حال إهماله من البداية فنجد أنفسنا أمام ضرورة ملحة لمعاملته معاملة خاصة تجمع بين الرحمة والقسوة والسماح والحرمان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولنصل به إلى بر الأمان. وكلما استطعنا أن نزرع الثقة في نفس الطالب ساعدناه على طرد هذه المخاوف والمشاعر الضاغطة التي تؤثر سلباً على تحصيله الدراسي فالخوف المصاحب للامتحانات عادة ما ينتج عدم ثقة بالنفس وسببه شعور الطالب بالتقصير في المذاكرة وعدم إلمامه بما يتضمنه الاختبار، ويمكن زرع الثقة الطاردة للخوف بمزيد من مساعدة الطالب على إنهاء مذاكرة دروسه وتدريبه على نوعيات الأسئلة المتوقعة في اختباره على مدار العام الدراسي من قبل المعلم وولي الأمر كما يجب ألا نستمر في معاملة الطالب كطفل في الصف الأول نذاكر له دروسه أو نجتهد معه في حل واجباته طوال مشواره الدراسي، بل يجب أن نعلمه الاعتماد على نفسه ونزرع فيه حب العلم والصبر على التعلم ونبصره بأهمية العلم له وللمجتمع وإن نجحنا في ذلك فلن نحتاج إلى مزيد من الجهد في متابعته وحثه على التحصيل ولن تجدنا في حالة استنفار أيام الاختبارات. أسأل الله تعالى التوفيق والنجاح للجميع.