قبل الإستقلال كانت ظاهرة الثأر في أغلبها بين القبائل التابعة لهذه السلطنة وتلك في مناطق وجودها ، لاسيما وقد كان لكل سلطنة نطاقها الجغرافي ولأبنائها مدرستهم ومعسكرهم وسوقهم وطريقهم العام وبعد تحقيق الإستقلال الوطني كانت تلك الظاهرة محل إهتمام الدولة لما تشكله من خطورة على حالة الأمن والإستقرار والسكينة العامة للمجتمع وتماسكه ووحدة نسيجه وتعايشه الإجتماعي وعلى روابط القربى وصلات الجوار ، في ذات السياق وبرعاية الدولة أنعقدت مؤتمرات شعبية في المحافظات ، أكدت على نبذ المناطقية والقروية والعصبية وتجريم الثأر واعتبار من يقوم به غريم الكل ، مترافقاً ذلك مع قيامها –الدولة– بإنشاء شبكة مصالح إقتصادية وإجتماعية وتعليمية وصحية وتعاونيات ومشاريع تنموية ومدارس أبناء البدو الرحل وتوفير الوظيفة العامة وأستيعاب محرجات التعليم الثانوي في الكليات والإبتعاث للدراسة التخصصية العليا في الخارج وتخرج أعداد من الكفاءات تباعاً وحيث أدى كل ذلك إلى التعايش والتقارب ووحدة المجتمع ونسيجه وتحقيق السلم الأهلي وتقوية روابط القربى وصلات الجوار وحفظ الأمن والإستقرار وتطبيع الحياة المدنية وحيث صاروا الكل يمارسون حياتهم وفي أي زمان ومكان يريدون بكل حرية وأمان ، وهكذا ذابت ظاهرة الثأر وأنتهت وكأن لم تكن ، وبعد إعلان ما أسموها بالوحدة وحرب الوحدة أو الموت! تم نبش تلك الظاهرة وتغذيتها وتأجيجها وبفعل ذلك صار الكل خائف على أولاده ونفسه وأقاربه في البيت في القرية في المنطقة في المدرسة في المعسكر في السوق والطريق العام فضلاً عن بث نزعه العصبية وروح الكراهية والغلو والتطرف! وفي سياق حربهم متعددة الوجوه على الجنوب الأرض والإنسان والثروات والمقدرات والهوية والتاريخ والتسامح والوسطية والإعتدال وبقصد إشغال أبناء شعب الجنوب وصرف إنتباههم عما يقومون به حمران العيون! من سلب ونهب وفيد وعبث وعلى نحو ما حدث ويحدث حتى اليوم!… أترك الخوض في المزيد من التفاصيل والوقائع للمطلع والمتابع والقارئ الكريم لاغناء هذا الموضوع وإثراءه وتصويبه لخطورة هذه الظاهرة على حياة ومصالح الفرد والمجتمع الجنوبي بصورة عامة ولا ريب في ذلك… .