لمتشددينقالت مجلة “جون أفريك” إنه مع تزايد تهديدات الجماعات المتشددة في دول غرب أفريقيا الساحلية، تتزايد المخاوف من أن هذه الدول قد تكرر أخطاء دول الساحل، إذ فشلت الإستراتيجيات الأمنية البحتة في تحقيق النتائج المتوقعة.وأعرب بكاري سامبي، مدير معهد تمبكتو، والأستاذ في جامعة غاستون بيرغر في السنغال، عن قلقه من أن هذه الدول قد تعتمد بشكل مفرط على الحلول العسكرية، متجاهلة العوامل المعقدة التي تؤدي إلى التطرف، وفق تعبيره.النهج الأمني والتطرفوأوضحت المجلة أنه في شمال بنين، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، أدى تصاعد نشاط الجماعات المتشددة إلى زيادة التدابير الأمنية، مشيرة إلى أنه مع ذلك، وبدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، قد تُسهم هذه الجهود في تفاقم المشكلة، حيث يُعد تزايد التطرف بين الشباب قضية ملحة.ويشير سامبي إلى حالة مثيرة للقلق، إذ طلب شاب من منطقة دونغا المساعدة للانضمام إلى جماعة متطرفة بعد رفض انضمامه إلى الجيش بسبب انتمائه العرقي، وتوضح هذه الحالة كيف يمكن أن يدفع الإقصاء الأفراد نحو الأيديولوجيات المتطرفة.وأكدت “جون افريك” أن الديناميات المعقدة للتطرف في بنين، مثلما هو الحال في منطقة الساحل، غالباً ما يُساء فهمها أو تُبسّط.ولاحظ باحثون أن العديد من الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع تعاني من منظور أمني بحت، ما يؤدي إلى إغفال الأبعاد الأوسع المتعلقة بالاستياء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي التي تدفع الأفراد نحو التطرف.وهذه المشاعر، إلى جانب المنافسة الدينية بين السلفيين والصوفيين، خلقت أرضية خصبة لتجنيد المتشددين، وفق قولهم.سوء فهمويحذر سامبي من أن تجاهل الجوانب الأيديولوجية للإرهاب قد يؤدي إلى سوء فهم التهديد بكامله، مبينا أنه في أجزاء من بنين، تستغل الجماعات المتطرفة الانقسامات الاجتماعية، خصوصاً بين المجتمعات المهمشة مثل الفولاني. وتعرض هؤلاء السكان الذين تم تهميشهم تاريخياً، بشكل غير متناسب لملاحقات من قوات الأمن بعد هجمات المتشددين، ما عمّق التوترات بين المجتمعات وسرّع من وتيرة التطرف.وبحسب المجلة، فقد استغلت الجماعات المتشددة هذه التوترات، حيث تقدم نفسها كحامية للمجتمعات المهمشة، إضافة إلى توفير الأمن، تقدم هذه الجماعات خدمات اجتماعية مثل المساعدات الغذائية والتعليم الديني، ما يزيد من تقبّلها لدى الفئات الضعيفة.ولفتت إلى أن هذا الأمر واضح بشكل خاص في مناطق أليبوري وأتاكورا في بنين، حيث بنت الجماعات المتطرفة شبكات من خلال تقديم الحوافز المالية للشباب وسد الفجوات التي تركتها الدولة.ويطرح تصاعد تهديد هذه الجماعات في بنين أسئلة هامة حول فعالية الإستراتيجيات الحالية لمكافحة الإرهاب، وحتى الآن، اعتمدت البلاد بشكل كبير على الاستخبارات والعمليات العسكرية التي تهدف إلى القضاء على الأهداف الجهادية.وأشارت المجلة إلى أن التجارب في الساحل، وكذلك في مناطق نزاع أخرى مثل أفغانستان، أثبتت أن هذه الأساليب غير كافية دون معالجة الأسباب الهيكلية التي تغذي التطرف.